ترك بصمة في كل تجربة خاضها، سينمائية، تلفزيونية، أم في عالم الفيديو كليب. كما صنع هوية في صورته فصار الجمهور يعرفها كلما شاهد أعماله.
جو بو عيد، المخرج اللبناني الذي بدأ مسيرته الإخراجية من خلال أفلام قصيرة ووثائقية والحائز على العديد من الجوائز، تعاون مع عدد من النجوم، منهم نوال الزغبي، نانسي عجرم، هبة طوجي، يارا، ميريام فارس، فارس كرم، مايا دياب وغيرهم.. وذلك لإخراج أعمال مصوّرة رسخت في أذهان المتابعين. فمن منا ينسى البطيخ في كليب "ما تيجي هنا" لـ نانسي عجرم، أو سيمونا سكّر بـ "سبع ترواح" لـ مايا دياب؟
وأخرج بو عيد فيلم "تنورة ماكسي"وكانت تجربته السينمائية الوحيدة.
خاض بو عيد مؤخراً ولأول مرة تجربة إخراج المسلسلات في عمل جمع نخبة من الممثلين، منهم نادين نسيب نجيم، معتصم النهار، نهلة داوود، مجدي مشموشي، طوني عيسى وغيرهم، وهو مسلسل "صالون زهرة" الذي حقق نجاحاً بارزاً ولاقى رواجاً واسعاً خاصة على مواقع التواصل الإجتماعي.
وكان لموقع "الفن" حديث مع جو بو عيد الذي كشف عن كواليس العمل وأجواء التعاون مع طاقمه، كما أجاب على المزيد من الأسئلة أدناه:
"صالون زهرة" هو أول تجربة إخراجية لك في عالم المسلسلات، ماذا تخبرنا عنها؟
تجربة جميلة، سلسة وسعيد جداً بخوضها. هناك صداقة ومعرفة تجمعني بالشركة المنتجة للمسلسل وهي "الصباح إخوان" وهي من رواد شركات إنتاج الأعمال الدرامية. وقد تحمّست للمشروع من فكرته، ممثليه وظروفه. وسُؤلت من قبل من الذين حولي لماذا لا أتجه إلى عالم المسلسلات؟فقررت خوض التجربة. والمخرج هو مخرج إن كان قد عمل على برنامج أو فيديو كليب، وكل عمل له روحه، بحسب تمرّس المخرج في هذه المواضيع. ولأني درست إختصاص الفيلم والسينما لم تكن التجربة صعبة علي لأطلق عملاً يشبهني، جميلاً، يحبه الجمهور، ويتضمن المكونات الدرامية والفكاهة وفي الوقت نفسه المتابعون يحبون الممثلين و يرونهم على طبيعتهم.
كيف كانت أجواء التعاون مع الممثلة نادين نسيب نجيم والممثل معتصم النهار، وحتى تواجد في المسلسل ممثلون قديرون مثل نهلة داوود ومجدي مشموشي؟
لقد فرحت جداً أني تقربت منهما، فالعمل مع نادين متعة، لأنها شغوفة، مهنية وتحب عملها، مع العلم أنه في البداية لم تكن الأمور سلسة، فقد أخذنا وقتنا لنفهم بعضنا لأنها غير معتادة على طريقة عملي. وأنا أقول أشياء جديدة في عالم الدراما، قد تكون جديدة على من عمل في هذا المجال. لكن لاحقاً، تواجد الإنسجام بيننا، ونادين شخص يسمع ويعيش الدور ويتأثر، حتى أنها كانت تحمل قطعة من المشهد معها بعد إنتهائه بتعابير وجهها، نفسها وكلامها.
أما معتصم فكان المفاجأة، فهو لديه طاقة جميلة، وقد لعب دور "أنس" بطريقة جميلة جداً وزاد على الشخصية الفكاهة، عملنا سويا على كيفية تحرك "أنس"، وتصرفه وخجله وكيف "يتغمى".
حتى مع كافة الممثلين، كانت هناك حرفية في العمل، وهناك علاقات جميلة جداً خلقت معهم، فكل من زينة مكي، لين غرة، نهلة داوود، أنجو ريحان، رشا بلال، طوني عيسى، حسين مقدم، جنيد زين الدين، فادي أبي سمرا، كارول عبود، علي سكر، نوال كامل، نقولا دانييل، مجدي مشموشي أعطوا قيمة مضافة للمسلسل وأحبوا العمل، وأعطيت كل شخصية حقها.
فمجدي لعب دور "عبد الله" بطريقة أثّرت بالجمهور من بداية عرض المسلسل، وهو من الشخصيات التي أحبها كثيراً.
وبالنسبة لـ نهلة داوود إختلفنا بالتوجه في بداية التعاون وكانت بيننا "دراما"، ولقد عذبتها وقمعتها لأظهر شخصية "إبتسام"، لأنها مختلفة تماماً عن نهلة ولا تشبهها، فـ "إبتسام" إنطوائية، حتى توحدت الشخصية والممثلة، وقد أخذ الأمر طاقة من نهلة ومني.
بعد خوض تجربتك السينمائية الوحيدة في "تنورة ماكسي"، ومسلسل "صالون زهرة"، وعالم الفيديو الكليب والبرامج أيها كان الأصعب وأيها من الممكن أن تعيدها؟
كل تجربة لها نكهتها وعالمها الخاص وتكون جميلة إذا سمحت الظروف بتحقيق أهدافها، وإذا تأمنت المكونات الخاصة الصحيحة بها. فأنا أتحمّس لأعيد كل هذه التجارب، رغم أنه لدي شغف بالسينما، و"صالون زهرة" وضعني في عالم لم أتوقعه، رغم أني كنت أرفض دخول عالم التلفزيون لبقائي على قراري أن أبقى في عالمي. ومع تطور الدراما اللبنانية والعربية من خلال تطور الإنتاج التلفزيوني والدرامي مع وجود المنصات، خضت تجربة "صالون زهرة"، ومع نجاح أولى حلقاته وشعوري قبل العرض أن هذا العالم ليس بعيداً من عالمي، بإمكاني القول إنني من الممكن أن أعيد تجربة إخراج المسلسلات أو أية تجربة أخرى لاقت نجاحاً.
ما هي تحضيراتك المستقبلية؟
أعمل على مشروع ثانٍ مع شركة "الصباح إخوان"، وأحضر مشروعاً آخر خارج لبنان.
وبالنسبة للكليبات، لا أعمل على مشاريع كثيرة إلا إذا كنت مقتنعاً بها تماماً، لكن هناك فيديو كليب أحضر له.
نرى اللون الأحمر متواجداً بمعظم فيديو كليباتك، ماذا يعني لك؟
إنه لون له معانٍ عديدة، عند قدرتي أضعه في إطار معيّن يصل كلغة معينة، فهو لون صارخ، لون الحب والشغف، لون الخطيئة ولون الدم.
ما هي رسالتك بالصورة التي رسمتها بـ"وطني اللي جاي" لـ مايا دياب؟
هذا المشروع "غالي على قلبي" مع أني عملت عليه بسرعة، وبظروف لم نتوقع أننا قد ننهي العمل عليه ونعرضه. وكان فريق العمل متأثراً ومتحمساً للإنتهاء منه، ليكون الكليب جميلاً بجمال الأغنية. الرسالة واضحة في الكليب والأغنية، نريد أن نوجه رسالة أمل لكن لا نريد أن نكذب على الجمهور، فاللبناني يعيش تناقضات كثيرة، ألم الفراق، ويعيش الإرادة بأن يكون إيجابياً وأن يبحث عن الأمل، كل هذا تمت ترجمته بالعمل. هناك لحظتان في كل غرفة تطل عليها مايا، لحظة أمل، فرح، وحب، ولحظة حقيقة، أسى، خوف، وحزن.
ماذا توجه رسالة للشعب اللبناني الذي يمر بهذه الظروف الصعبة؟
لا أريد أن أقول رسالة، بل أكثر، أريد أن أقول صرخة، اللبناني يعيش في دوامة، أنا مثل أي لبناني أعاني من نقص الدواء، البنزين والكهرباء.
بالرغم من كل شيء، يجب أن نتمسك بالأمل ، كي لا نعيش كآبة جماعية، اللبنانيون يشعرون بالحزن وأصبح تفكيرهم سوداوياً ويقولون: "الأسوأ بإنتظارنا"، هذا الأمر يدمرنا ويدمر أهلنا، ويفقدنا الحيوية والقدرة على التحمل. يجب ألا نغرق في السوداوية وعلينا بالقول إنها فترة عصيبة وستزول وستأتي أيام أحلى. ويجب ألا نعيش "مبنجين" وألا نسكت لطبقة سياسية فاسدة، لمحتكرين، لنصابين، ولأشخاص ليس لديهم صفة الإنسانية.